إشري نيوز عربية

جريدة مستقلة شاملة

زمان يا فن…

في مثل يوم امس الموافق 18 مارس ، حلت ذكرى ميلاد المخرج ماريو فولبي ، و هو من جيل الرواد الأوائل المؤسسين لتاريخ السينما المصرية

كتبه: رشيد الجندي. 

.
و بهذه المناسبة أحببنا أن نستعرض عليكم أحد الأفلام النادرة التي أخرجها ، و هو فيلم 《 ليلى بنت الصحراء 》 ، إنتاج عام 1937 ، و الذي مُنِعَ من العرض ، ثم عُدِّلَ لاحقا ليعرض عام 1944 تحت اسم 《 ليلى البدوية 》 .
■ و هذا الفيلم هو أول ظهور سينمائى لعدد من الوجوه الجديدة : إبراهيم حمودة 25 سنة / في دور المثلم / … راقية إبراهيم 18 سنة / في دور خطيبة محظيّة الملك كنجا / … أول و اخر ظهور للمطربة حياة محمد على شاشة السينما ، و ذلك في أغنيتين من الفيلم .
■ و موسيقى الفيلم من وضع بهيجة حافظ ، و الأغاني من تلحين محمد القصبجي .
■ (( و قد أعدت فنار فيلم إلى جانب النسخة الناطقة باللغة العربية نسخة أخرى ناطقة بالفرنسية من هذا الفيلم لتوزيعه في الخارج نظرا لاهميته و فخامة مناظره إذ تدور احداثه قبل ظهور الاسلام بين قبائل العرب و الفرس )) . راجع : المصور 3 يوليو 1936م ، و سيني ايماج 5يوليو 1936م .

■ قصة العمل ::
جاء في موسوعة الحضري ص296،297،298 :: (( في إحدى مخيمات القبائل في الصحراء ، يُبدى زياد رئيس القبيلة “زكي رستم” اهتمامه بليلى “بهيجة حافظ” ، و لما كانت ليلى مخطوبة للبَرّاق “جميل حسين” منذ الصغر يقوم زياد باثارة عمرو “عباس فارس” ضد البَرّاق . ثم نرى الملك كسرى “حسين رياض” في قصره بين الراقصات و محظيته خطيبة “راقية إبراهيم” . يطلب زياد و عمرو مقابلة كسرى و يخبرانه بأن قبيلتهما تقدم له احدى بناتها الجميلات ليلى ليضمها الى جواريه ، يرسل كسرى جنوده لاحضار ليلى و بينما يوافق الشيخ لُكَيز “عبد المجيد شكري” على ان يتم زواج ابنته ليلى من البراق بعد شهرين ، يفاجأ الجميع بدخول جنود كسرى يقدمون للكيز بعض الهدايا و يطلبون ليلى لتعود معهم الى الملك كسرى ، و عندما يُبدي لكيز عدم موافقته ياخذها الجنود معهم عنوة . يصل الجنود الى قصر كسرى و معهم ليلى أسيرة . يعجب كسرى بليلى و يقول لها “حقا انتِ ظبية الصحراء” . و ترفضه ليلى و تتمنّع عليه و تقول “ما انا الا بدوية فقيرة سعادتي ان اعيش في الصحراء” . و عندما يزداد عنادها يأمر كسرى بضربها بالسياط . تتحدى خطيبة “راقية إبراهيم” محظية الملك ليلى في البداية ، و عندما تدرك رفض ليلى الخضوع لرغبات كسرى تَعِدُهَا بأن تُساعدها على الهرب ، يُعِدُّ الملك كسرى حفل زفافه من ليلى بالغرم من رفضها اخلاصًا منها للبرّاق ، و عندما تصل الاغنية الى مسامع البرّاق يتجه الى لكيز و يتم جمع عدد من الفرسان لمهاجمة كسرى و انقاذ ليلى . و اثناء الإعداد لحفل زفاف كسرى على ليلى يهجم البراق و لكيز و باقي الفرسان على القصر و يقتل لكيز كسرى و يقتل البراق زياد . و يعود المنتصرون الى قبيلتهم و معهم ليلى )) .

■ تاريخ عرض الفيلم ::
يذكر المؤرخ أحمد الحضري أن الفيلم يحمل مُسلسل رقم 66 في تاريخ السينما المصرية ، كما يقول بأنه بعد أن أُعلِنَ عن عرض الفيلم بدءًا من الخميس 28 يناير 1937 م ، في سينما الكوزموغراف الامريكاني في كل من القاهرة و الاسكندرية ، تأجل العرض إلى أن تم فعلا يوم الثلاثاء 16 فبراير 1937م ، في سينما رويال بالاسكندرية ، و بدءا من يوم الخميس 18فبراير 1937م ، في سينما الكوزموغراف بالقاهرة ، حيث استمر عرضه الاول 4 اسابيع متتالية .
و يضيف الحضري : (( منذ ان بدات شركة فنار فيلم في التفكير في انتاج فيلمها الثالث , بعد فيلمي الضحايا 1932 , و الاتهام 1934 , كان هذا الفيلم يحمل اسم ليلى بنت الصحراء , منذ بداية نشر اي اخبار صحفية عنه حتى ظهور الاعلانات الخاصة ببدء عرضه على الجمهور و من خلال نقد الجرائد و المجلات له بعد عرضه مباشرة , الا ان فيلم ليلى بنت الصحراء قد تعرض لمشاكل من نوع جديد غير متوقع ادى الى وقف عرضه في مصر و في بعض الدول العربية , الى ان تم اجراء بعض التعديلات عليه و اعيد عرضه في عام 1944 م , تحت اسم ليلى البدوية كما هو واضح من النسخة المتاحة منه لدينا . و سواء كان هذا الفيلم يحمل هذا الاسم او ذاك , فمن الغريب الا تذكر عناوينه الاولى “التترات” اسم مخرج الفيلم في الحالتين ، و انما اكتفى بذكر “إدارة و إخراج فنار فيلم بمصر” ! )) . (ص293) .

■ منع عرض الفيلم ::
(( و بدأ عرض الفيلم ايضا في بعض الدول العربية ، و لكن الحكومة العراقية بعد ان كانت قد سمحت بعرض الفيلم في بغداد اصدرت امرا اخر بمنع العرض بعد مضي اليوم الاول من عرضه العام . و جاء في تفسير هذا المنع ان بالفيلم بعض مشاهد لا ترضي عنها حكومة العجم )) . راجع : الصباح ، 14مايو 1937م . (( ثم عادت حكومة العراق فصرحت بعرض الفيلم )) . راجع : الصباح ، 28مايو 1937م . دون ان تذكر المجلة إن كان التصريح الاخير قد تم بناء على حذف مشاهد معينة ام لا . (( ثم اصدر قلم مراقبة الافلام في مصر امره بمنع عرض الفيلم بناء على الاحتجاج الذي تقدمت به الحكومة الايرانية )) .

راجع : جريدة البلاغ ، 30مارس 1938م . و قد جاء ايضا في تفسير احتجاج ايران : (كيف يحاول كسرى و ما ادراك ما كسرى ، ان يغتصب فتاة عربية على غير ارادتها ؟! و قد احتج الايرانيون على هذه النقطة بالذات عندما أُريد عرض الفيلم ) . راجع : اخر ساعة ، 26 سبتمبر 1937م . و بهذا توقف عرض الفيلم في القاهرة او اي بلد آخر . (( و قد استدعى هذا المنع اجراء تعديل في نسخة الفيلم بحيث يستبعد اسم بلاد الفرس ، التي يرأسها كسرى من الفيلم تماما و استبدال هذين ببلاد البهت التي يرأسها كنجا ، و بحيث يكون تشكيل الحروف مطابقا في الوضع الجديد لمثيليه في النطق الأصلي . و لما كان من المستحيل اجراء هذا التغيير الا بالاستعانة بالنسخة السالبة من الفيلم ، اكتشفت شركة فنار انها محفوظة في معامل كوداك ، و لكن اتضح انها تالفة و تحتاج الى اصلاحات لا تتم الا في الخارج و تتكلف 2000 جنيه ، و طالبت الشركة معامل كوداك بتحمل هذا المبلغ و لكنها رفضت )) .